أدركت «الأوركسترا اللبنانية الشرق عربية»، بقيادة الموسيقي أندريه الحاج، الى مستوى رفيع في الأداء والتطريب والاتقان العالي، وخاصة مع صوت تطريبي ارتاحت له آذان الموسيقيين وانسجمت بشكل لافت ندر أن يحدث مع مطرب او مطربة، إلا في حالة خاصة يبثها الصوت المغني، وهذا ما لمسه الجمهور ايضاً، اقصد حالة الانسجام بين الموسيقى والصوت في ظل قيادة موسيقية عارفة بخبايا اللحن الشرقي وتفرعاته، خاصة ان المايسترو الحاج قام بتوزيع موسيقى بعض الأغنيات او أعاد إعدادها للفرقة تحديداً، الى بعض الاغنيات التي قام بتوزيع موسيقاها وليد بو سرحال.
برنامج موسيقي وغنائي حافل بالسلطنة والطرب مع اغنيات اسمهان وام كلثوم ولور دكاش ومحمد عبد الوهاب اضافة الى لمسة روحانية ارتقت الى العشق الإلهي مع قصائد للحلاج وابن الفارض وقصيدة «يا ليل طُل أو لا تطل» لأحد اعمدة اللحن المغربي عبد القادر الراشدي. في حين كان اداء الصقلي يتمتع بثبات الشخصية في كل لون من تلك الالحان التي سمعناها. ورغم ان السائد والمعروف عنها غناء طربيات اسمهان، إلا ان صوت الصقلي يحمل هوية خاصة به تعرفه منذ الوهلة الاولى من سماعه، فهو صوت يحمل صفات ندر ان تجتمع في صوت واحد، حيث يتصف بالعرض والامتلاء والفخامة ومشبع بالنغم، اضافة الى امتلاكه القوة والحدة والمساحة الوافرة التي تمكنها من اداء مساحات واسعة في السلالم الموسيقية، كما ان جمالية لفظ الحروف ومخارج الكلمات ووضوحها صفات جعلت الصوت يأخذ مكانه بين الأصوات الكبيرة، فمثلاً في لحن «يا ليل طل» للمغربي عبد القادر الراشدي وهي من الشعر الاندلسي القديم، أشبعت الكلمات والحروف فخامة ولفظا جميلاً يوازي الجمالية التي أدت بها الرائعة الراحلة «عُلية التونسية« لهذه القصيدة، خاصة ان القصيدة عرفت بأصوات مغربية قديرة اخرى إلا ان الصقلي برأينا الخاص لم تقل اتقاناً وجمالية في أدائها اول من امس عن الكبيرة عُلية.
هذه الصداحة والفخامة امتدت على مدى الاغنيات الاخرى، بالاخص في الحان محمد القصبجي لأسمهان المعروفة بامتداداتها اللحنية واتساع السلالم النغمية فيها مثل قصيدة «اسقنيها» للاخطل الصغير و»امتى حتعرف» لمأمون الشناوي. كما في اغنيات «يللي هواك» لأحمد رامي وفريد الاطرش، و»دخلت مرة فجنينة» لعبد العزيز سلام ولحن مدحت عاصم.
وغنت الصقلي رائعة بيرم التونسي وزكريا احمد «الورد جميل»، لمناسبة الذكرى الحادية والاربعين على رحيل ام كلثوم، التي صادفت اول من امس، كما فاض صوتها بالطرب مع اغنية «ياجارة الوادي» رائعة محمد عبد الوهاب التي طالما أطربتنا بها نور الهدى، واغنية لور دكاش الأشهر «آمنت بالله».
ولكريمة الصقلي وقفات سابقة كثيرة مع الشعر الروحي والعشق الإلهي الذي انتهجته منذ فترة سنوات فهي مطربة مثقفة تعشق التنويع من خلال الكلمة واللحن وتنتقي منهما ما يرضي طموحها في ترك بصمة وهوية خاصة، فغنت اول من امس قصيدة «يا نسيم الروح» للحسين بن منصور الحلاج من لحن مرسيل خليفة التي سبق وغنتها مع ابرز الاوركسترات العالمية وكانت من احدى اجمل اغنيات البرنامج اذ صقلت صوتها روحيا وصدى في امتدادات اللحن والجمل الطويلة التي منحتها الصفاء والتأمل. وبرزت قدرات الصقلي اكثر في قصيدة الشيخ ابن الفارض «زدني بفرط الحب فيك تحيرا» التي لحنها رشيد زروال، في اعداد جديد للموسيقي اللبناني وليد بو سرحال زاد عليه تطريباً بالصوت اكثر من التنويع الموسيقي فتألق الصوت عالياً في قفلاته المتقنة الحادة.
في الوقت الذي كانت تذوب فيه الصقلي سلطنة أخذتها نشوة النغم، فتمايلت مع ايقاع الاغنيات في انسجام كبير، وفعل الجمهور الامر نفسه في مشاركتها السلطنة والطرب والتمايل، حيث لفحتهم نسائم الريح الاتية من زمان الوصل والاصالة.
هذا وتم تكريم كريمة الصقلي بتسليمها درع وزارة الثقافة اللبنانية، سلمها اياه رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى وليد مسلم بتكليف من الوزير روني عريجة، اضافة الى تسليمها درع تكريم من المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان.
رابط المقال
برنامج موسيقي وغنائي حافل بالسلطنة والطرب مع اغنيات اسمهان وام كلثوم ولور دكاش ومحمد عبد الوهاب اضافة الى لمسة روحانية ارتقت الى العشق الإلهي مع قصائد للحلاج وابن الفارض وقصيدة «يا ليل طُل أو لا تطل» لأحد اعمدة اللحن المغربي عبد القادر الراشدي. في حين كان اداء الصقلي يتمتع بثبات الشخصية في كل لون من تلك الالحان التي سمعناها. ورغم ان السائد والمعروف عنها غناء طربيات اسمهان، إلا ان صوت الصقلي يحمل هوية خاصة به تعرفه منذ الوهلة الاولى من سماعه، فهو صوت يحمل صفات ندر ان تجتمع في صوت واحد، حيث يتصف بالعرض والامتلاء والفخامة ومشبع بالنغم، اضافة الى امتلاكه القوة والحدة والمساحة الوافرة التي تمكنها من اداء مساحات واسعة في السلالم الموسيقية، كما ان جمالية لفظ الحروف ومخارج الكلمات ووضوحها صفات جعلت الصوت يأخذ مكانه بين الأصوات الكبيرة، فمثلاً في لحن «يا ليل طل» للمغربي عبد القادر الراشدي وهي من الشعر الاندلسي القديم، أشبعت الكلمات والحروف فخامة ولفظا جميلاً يوازي الجمالية التي أدت بها الرائعة الراحلة «عُلية التونسية« لهذه القصيدة، خاصة ان القصيدة عرفت بأصوات مغربية قديرة اخرى إلا ان الصقلي برأينا الخاص لم تقل اتقاناً وجمالية في أدائها اول من امس عن الكبيرة عُلية.
هذه الصداحة والفخامة امتدت على مدى الاغنيات الاخرى، بالاخص في الحان محمد القصبجي لأسمهان المعروفة بامتداداتها اللحنية واتساع السلالم النغمية فيها مثل قصيدة «اسقنيها» للاخطل الصغير و»امتى حتعرف» لمأمون الشناوي. كما في اغنيات «يللي هواك» لأحمد رامي وفريد الاطرش، و»دخلت مرة فجنينة» لعبد العزيز سلام ولحن مدحت عاصم.
وغنت الصقلي رائعة بيرم التونسي وزكريا احمد «الورد جميل»، لمناسبة الذكرى الحادية والاربعين على رحيل ام كلثوم، التي صادفت اول من امس، كما فاض صوتها بالطرب مع اغنية «ياجارة الوادي» رائعة محمد عبد الوهاب التي طالما أطربتنا بها نور الهدى، واغنية لور دكاش الأشهر «آمنت بالله».
ولكريمة الصقلي وقفات سابقة كثيرة مع الشعر الروحي والعشق الإلهي الذي انتهجته منذ فترة سنوات فهي مطربة مثقفة تعشق التنويع من خلال الكلمة واللحن وتنتقي منهما ما يرضي طموحها في ترك بصمة وهوية خاصة، فغنت اول من امس قصيدة «يا نسيم الروح» للحسين بن منصور الحلاج من لحن مرسيل خليفة التي سبق وغنتها مع ابرز الاوركسترات العالمية وكانت من احدى اجمل اغنيات البرنامج اذ صقلت صوتها روحيا وصدى في امتدادات اللحن والجمل الطويلة التي منحتها الصفاء والتأمل. وبرزت قدرات الصقلي اكثر في قصيدة الشيخ ابن الفارض «زدني بفرط الحب فيك تحيرا» التي لحنها رشيد زروال، في اعداد جديد للموسيقي اللبناني وليد بو سرحال زاد عليه تطريباً بالصوت اكثر من التنويع الموسيقي فتألق الصوت عالياً في قفلاته المتقنة الحادة.
في الوقت الذي كانت تذوب فيه الصقلي سلطنة أخذتها نشوة النغم، فتمايلت مع ايقاع الاغنيات في انسجام كبير، وفعل الجمهور الامر نفسه في مشاركتها السلطنة والطرب والتمايل، حيث لفحتهم نسائم الريح الاتية من زمان الوصل والاصالة.
هذا وتم تكريم كريمة الصقلي بتسليمها درع وزارة الثقافة اللبنانية، سلمها اياه رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى وليد مسلم بتكليف من الوزير روني عريجة، اضافة الى تسليمها درع تكريم من المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان.
رابط المقال